عفوا يا أبي

تحسست ملامح وجهك.. من قبل أن افتح عينيّ للدنيا..

قلت "أبي".. أول ما تعلمت الكلام..

كنت لي إلها ً منذ مولدي..

ترى هل للآلهة خطايا؟؟

رأيت خطاياك تكبر معي ..

عام بعد عام.. و مرة بعد مرة..

أرى زلاتك.. و سقطاتك..

أري نساءك.. و ساقطاتك..

تعلمني ما لا تؤمن به..

و أنا أؤمن بك..

ولكني..

لا اؤمن بكلماتك..

لست أدري إن كنت ستغضب مني

من أخطائي..

و أنت نفسك نبع خطاياي..

أنت الشر الذي يجري في دمي..

أنت الخطيئة الكبرى..

أنت إلهي و جلادي..

أنت من أسقطني.. وأنت من تريد عقابي..

نعم.. سقطت يا أبي..

سقطت في هاويه..

آخرها جهنم..

آخرها..

عقابي..

أبي.. أنت من علمني..

انت من سقاني من تلك الكأس..

أكنت تدري اني أراك من حيث لا تراني..

أكنت تعلم أن كأسك أسكرتني..

ذهبت بعقلي و أردت أحلامي

..

صنم انت من المرمر الابيض يا أبي

عكفت طوال السنين ارعاه

عكفت دوما على عبادته

واعتدت دائما وجوده و رؤياه

ويوم سقط..

تحطمت في وجداني ذكراه..

يوم سقط..

دوت صرختي في أعماقي تزلزلني..

و أهتزت الأرض تحت أقدامي..

فقد حدث ما كنت أخشاه..

ولكني الآن أقوي يا أبى..

لا أخشاك ولا أخشاه..

هذا الصنم المرمري الاحمق..

ما عدت اخشاه..

أنظر في مرآتك تراني..

ترى ما تعودت منك على رؤياه

تري عينيّ جاحدة.. جامدة..

لا تراك ولا تراني ولا تراه

..

بل أراك في كل رجل يا أبي..

أعذبه و أشقيه و احطم كبرياؤه..

و آه كم عذبت من رجال..

أراك في قفصك الذى لطالما قيدتني به..

وقد أدمت تلك الاغلال الصدأه معصميك..

شاهدني يا أبي و أنا أدمي قلوب الرجال..

شاهدني و أنا أسقط وأسقط و أسقط..

شاهدني و انا أحوم حول قفصك لأغوي هذا الذي هناك..

يلمسني و يداعب شعري..

يلثم خدي و شفتيّ..

ويلمس صدري العاري..

أنظر ها هنا..

تلك أنا.. أدير أعناق الرجال

..

أراك في كل لحظة..

في كل آهه من اللذه..

أراك..

أراك تشاهدني.. و تصرخ ولكن يختنق الصوت في حلقك..

و يخرج بدلا من صوتك أنات و حشرجات..

يختنق صوتك و تختنق روحك..

يحترق قلبك.. و يحترق الدم في عروقك..

تشعر بالموت.. ولكن لا تموت..

بل تبعث من جديد على صوت آهاتي..

مت يا من كنت لي أحب الأشياء..                               مت يا صنم تحطم.. و تناثرت اشلاؤه..                          مت وانت تشاهدني.. افعل كل ما تخشاه..                   مت يا أعظم ألهتي..                          فما عدت أعبد الأصنامُ.. The Wake-Up Angel M. M