Monday 6 August 2012

نعمة الإسلام


.منذ طفولتي كنت اقول لنفسي: يالي من محظوطة ، لقد شاء الله أن أولد لأبوين مسلمين فأنا مسلمة ، وبذلك سأذهب الى جنة النعيم، وتعلمين كل مايدقون به رؤوسنا ليل نهار: احمدوا الله على نعمة الاسلام، ..

اشكروا الله على نعمة الاسلام..
ثم قالوا لي أنني... عربية، وأنني يجب أن افخر بذلك، فخاتم الانبياء عربي، وكتابنا المقدس قرآن عربي، ولسان أهل الجنة عربي،
ولن اعاني في تعلم العربية لفهم كتاب الله وتعاليمه،
وبذلك فأنا محظوطة...
واضافوا أنني يجب ان احمد الله لانني من السنة ولست من الشيعة الروافض ...

ولست من اي من المذاهب الاخرى التي ضلت وأضلت.. حسنا هذا سبب آخر لأحمد الله انني من الفئة الناجية، وبعدها قالوا لي احمدي الله انك من الأرض التي حول بيت المقدس، البيت الحبيب الى الله، البقعة التي جمعت كل الأنبياء والرسل، ارض الاسراء والمعراج...


وبناءا عليه أهلها في الجنة لأنهم في جهاد دائم، وبناءا عليه ضمنوا الجنة اكثر من المسلمين الآخرين... حسنا هذا سبب آخر لاسبح لله ليل نهار على فضله وكرمه.. وهكذا حتى صارت الجنة بالنسبة لي قاب قوسين او ادنى ....وبت احلم بها وبنعيمها.. ولكنني وبعد ان كبرت وتعرفت على ثقافات اخرى وناس آخرين،
مر ببالي سؤال هام جدا جدا جدا : هل انا من الفئة الناجية بعملي ام انها الصدفة البحتة التي جعلت مني مسلمة وعربية وسنية؟؟

هل من العدل أن يكافاني الله بالجنة بفضل معايير منحها هو لي، وأن يدخل الآخرين النار بسبب نفس المعايير التي حرمهم هو نفسه منها ؟؟؟ أهذا عدل؟؟؟
وسؤال آخر كنت اطرحه على نفسي: وهو عن أسماء الله الحسنى ..

كيف يمكن لله أن يكون جبارا،مميتا، متكبرا، قهارا، مذلا، متعاليا، منتقما وضارا ؟؟؟
قالوا لي هي صفات الله على الكفار وليس على المسلمين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، الم يخلق هو نفسه هؤلاء الكفار؟؟ الا يستطيع أن يرشهم بقليل من هدايته فيريح نفسه من جحودهم وعصيانهم، ويريحهم من عذاب النار الأبدي؟؟؟

الا تعني عدم هدايته لهم بأنه (ماسوشي) يستمتع بعصيانهم له وكفرهم به؟؟
وفي نفس الوقت (سادي) سيستمتع بتعذيبهم؟؟؟؟ أهذه صفات آلهة ؟؟؟

أهذا هو الاله الذي يجب أن أقضي حياتي بطولها وعرضها اركع واسجد له؟؟؟؟
لا.. لا، هذا ليس الها يستحق أن يعبد.. على الأقل لن يكون الهي انا ...
الحق أقول أنني في البداية كنت أنزه الله عن هذه الصفات وكنت أدافع عن الله..

وحينها ايقنت أن الاسلام محرف، وقرآنه محرف، وأن الاسلام والمسلمين وحتى محمد بتعاليمه أساء لفكرة الاله الرحمن الرحيم... وشيئا فشيئا صرت اقرأ بعين النقد وليس بعين التلقين... حتى ايقنت أن الصحيحين ليسا بصحيحين، وقد امتلآ بالتحريف والتدليس الاجتماعي والسياسي حتى نخرهما نخر السوس!!

وايقنت أن في الاسلام وكتبه فظائع يندى لها جبين الانسانية وجبين الاخلاق... وسيرة نبيه ماهي الا فيلم بورنو هابط...


نقطة اخرى كانت مهمة جدا بالنسبة لي ... لم يستوعب عقلي يوما كيف يمكن لله أن يرى أطفال المجاعات جوعى ومرضى، ويقف مكتوف اليدين؟؟؟

هياكل عظمية لم يبقى منها سوى نفس ضعيف يعلو بصدورهم ويهبط، انتظارا لموت محقق مؤلم، مرسوم في عيون جاحظة.... إن كنت أنا المليئة بالعيوب والأخطاء لم احتمل منظرهم المؤلم ، وأبكي بحرقة، بل وافقد الشهية لعدة أيام تأثرا بحالهم المزرية. فكيف يمكنه هو الكامل، الوهاب، الرزاق، المحيي، الغني، النافع ومالك الملك، أن يمنع عنهم أمطاره ليميتهم جوعا وعطشا ؟؟؟ كيف؟؟؟

هم لم يطلبوا منه مائدة تنزل عليهم من السماء كما ارسلها الى بني إسرائيل، فقط طلبوا منه أمطارا تروي مزروعاتهم وتحيي حيواناتهم، ليتابعوا حياتهم المتواضعة البدائية، ويموتوا بكرامة، فلا يموتون كما رايناهم على شاشات التلفاز... أهو مطلب كبير على الله؟؟؟

وايقنت أننا وضعنا في هذا الاله ثقة ليست على قدره، وحملناه مسؤولية هي اكبر منه... وسقط هذا الاله من عيني...


امريكا التي تنتج اكثر من 400 نوع من القمح لم تنتظر امطارا ينزلها الله على مزروعاتها حتى لاتموت جوعا، ادركت أن ابتهالاتها لاتصل الى السماء...

فصارت هي تزرع الغيوم وتسقط الأمطار حيثما تريد، وشيئا فشيئا صار العقل هو الهي، العقل الذي ماان نصرخ به مستنجدين حتى يأتي بالحل، ولم أعد استجدي الها لايستجيب،

تركته في ملكوته يستجدي الركوع والسجود، مستمتعا بابتهالات وتوسلات الفقراء الضعفاء الذين لايملكون شيئا سوى انتظار مالايأتي....

ومازلت احمل شعار استيقظو انهم يكذبون عليكم ..
والى الابد ...

The Wake-Up Angel


No comments:

Post a Comment