Tuesday 1 January 2013

أهرب من نفسي إلى نفسي


دارت مقلتيّ في جميع الأرجاء أحاول أن أجد ملاذاً بمنأى عما انا فيه..
أخذت أهرب من عيون الناس، بعيوني المليئة بالدموع.. دموع من نار.. تحرق جفوني.. تكويني..
ولم أستطع الكتمان..فسقطت من عينيّ بعض العبرات..
و لكنني صرخت في نفسي استرحمها ألا تفضح ضعفي و حيرتي و قلة حيلتي..أقسمت عليها ألا تفعل..
و حاولت أن أنبش الأرض حتى أختبئ من تلك العيون.. فلم أجد ما أنبشه سوى جسدي..
غرست أظافري فيه بمرارة.. والألم في نفسي أقوي من ألم الجسد..
ألف ألف سكين تطعنني.. تقتلني.. تؤلمني.. تضعفني..
و أنهمرت دموعي كالسيول، تنصب على وجنتيّ..
ولم استفق إلا عندما وجدت نفسي أشعر بحرارة الدماء و دفئها على يدي..
فنظرت و إذا بي أرى ينابيع صغيرة تفور منها الدماء وتتفجر كألف بركان ثائر..
أخذت أتأملها وانا أشعر بنشوة غريبة.. و تنهدت أخيراً..
فها هو جزء مني.. من روحي.. يتحرر من قيود جسدي..
ينتطلق بحرية.. ينتفض و يأبى أن يسكنني مرة أخرى..
تنهدت بعمق.. وأحتضنت نفسي بنفسي.. بذراعيّ..
و توقفت عن البكاء..



The Wake-Up Angel
M. M

No comments:

Post a Comment