Friday 8 March 2013

عمى ألوان


كل ملون بدرجات اللون الأسود..
إلى حد كبير متشابه و في نفس الوقت متباين بين لون الرماد والفحم ولون ظلام أسود حالك..
الزمان: دائما ليلا
المكان: كل دنياي
الأشخاص: غرباء كثيرون
عندما تشرق الشمس يكون لون ضوءها رمادي..
و عند الغروب رمادي..
طرق كثيرة 
وطرق طويلة
متقاطعة ومتشابكة
ولكن.. كلها سوداء
والليل القادم يمحو خيوط الرماد بلون ظلام أسود كظلام القبور..
أسير انا بين الأزقة الضيقة، أحمل مصباحا يرسل سرابا من اللون الرمادي فيرسم وجوها واشباحا على أرصفة الطرقات.. أهيم على وجهي بلا اتجاه معين..
بحثا عن اللاشيء.. 
ورغبة في لقاء العدم..
بين الوهلة والاخرى أقابل غريبا فقد ننظر لبعضنا البعض وكل منا يسير في طريقه و قد حتى نفترق دونما نظرة أو اي كلام..
أثناء السير وحدي يوما رأيت أحدهم ملقى إلى جوار حائط  بين الرماد والركام..
يبدو وكأنه جريح او يلفظ انفاسه الأخيرة .. لم اقترب منه أكثر -فلم أعتد القرب من الغرباء أو الحديث معهم-
و حتى مسافة معينة إذا بي أرى في ضوء مصباحي لونا آخر..
أحمر قاتم.. يسير في شريط دقيق سائلا، هائما بين الأزقة مثلي..
تسللت إلى انفاسي رائحته وحرارتة.. 
وعلمت يومها انه ثمة لون آخر..
لون الموت والألم..
أدركتني رجفة وانتابني الخوف لبرهة.. 
لكن لم يكن ذلك إلا لأنني لم أعهد وجود الألوان بحياتي، وإذا بي أرى لون الدم بين ما اعتدت من اسود ورمادي..
تركت الغريب كما هو إلى جوار الحائط حتى دون ان اقترب منه أكثر ولكن المشهد برمته أثار في غريزة لم أكن أعرفها، وهي غريزة التغيير ، ورغبتي في أن الون تلك الدنيا الرمادية من حولي وأتمرد على عمى الألوان!!
يوم آخر..
نهار رمادي آخر..
وليل آخر..
أثناء تسكعي بين الأزقة الضيقة بحثا عن مكان يوفر لي المأوى والطعام و يؤمن لي المبيت.. اصتدمت قدمي بلوح من الزجاج المكسور على طرف الطريق، وإذا بي أنزف وتسيل دمائي تًخضب تلك الأزقة المتشحة بالسواد.. تسيل كشلال من الحِمم الثائرة من بركان الوحدة بداخلي.. 
حينها شعرت بغضب دمائي وهي تخرج مني هاربة، كالطائر الحبيس في قفص قضبانه رماية و جدرانه سوداء حالكة.. يهرب مني بعيدا منطلقا ليلون العالم بلون الغضب والألم و في الوقت ذاته لون الدفء والحرية...
لا تحجبوا عني الأحمر ففيه لون الغضب والحرية..
لا تمنعوا سيل الدفء في شوارع باردة وعوالم منسية..
لا توقفوا الدم عن سيلانه متمردا على تلك الدنيا بأحكامها العرفية..
لا تلوموني لأجل لون ظهر في حياتي دوناً عن الألوان السوداء والرمادية.. 




The Wake-Up Angel
M. M

No comments:

Post a Comment